فصل: تفسير الآية رقم (116):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (116):

{قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116)}
{قَالَ أَلْقَوْاْ} أمر للإذن بتقديم إلقائهم توصلاً به إلى إظهار الحق {فَلَمَّآ أَلْقَوْاْ} حبالهم وعصيهم {سَحَرُواْ أَعْيُنَ الناس} صرفوها عن حقيقة إدراكها {واسترهبوهم} خوّفوهم حيث خيّلوها حيات تسعى {وَجآءو بِسِحْرٍ عَظِيمٍ}.

.تفسير الآية رقم (117):

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117)}
{وَأَوْحَيْنآ إلى موسى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هي تَلْقَفُ} بحذف إحدى التاءين في الأصل: تبتلع {مَا يَأْفِكُونَ} يقلبون بتمويههم.

.تفسير الآية رقم (118):

{فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118)}
{فَوَقَعَ الحق} ثبت وظهر {وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} من السحر.

.تفسير الآية رقم (119):

{فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119)}
{فَغُلِبُواْ} أي فرعون وقومه {هُنَالِكَ وانقلبوا صاغرين} صاروا ذليلين.

.تفسير الآية رقم (120):

{وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120)}
{وَأُلْقِىَ السحرة ساجدين}.

.تفسير الآية رقم (121):

{قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121)}
{قَالُواْ ءَامَنَّا بِرَبِّ العالمين}.

.تفسير الآية رقم (122):

{رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122)}
{رَبِّ موسى وهارون} لعلمهم بأن ما شاهدوه من العصا لا يتأتى بالسحر.

.تفسير الآية رقم (123):

{قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123)}
{قَالَ فِرْعَوْنُ ءَامَنْتُمْ} بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفاً {بِهِ} بموسى {قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ} أنا {لَكُمْ إِنَّ هذا} الذي صنعتموه {لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي المدينة لِتُخْرِجُواْ مِنْهآ أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} ما ينالكم مني.

.تفسير الآية رقم (124):

{لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124)}
{لأُقَطّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مّنْ خلاف} أي يَدَ كُلِّ واحد اليمنى ورجله اليسرى {ثُمَّ لاَصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ}.

.تفسير الآية رقم (125):

{قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125)}
{قَالُواْ إِنَّآ إلى رَبِّنَا} بعد موتنا بأي وجه كان {مُنقَلِبُونَ} راجعون في الآخرة.

.تفسير الآية رقم (126):

{وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)}
{وَمَا تَنقِمُ} تنكر {مِنَّآ إِلآ أَنْ ءَامَنَّا بئايات رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتْنَا رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا} عند فعل ما توعَّدنا به لئلا نرجع كفاراً {وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ}.

.تفسير الآية رقم (127):

{وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127)}
{وَقَالَ الملأ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ} له {أَتَذَرُ} تترك {موسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأرض} بالدعاء إلى مخالفتك {وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَ} وكان صنع لهم أصناماً صغاراً يعبدونها وقال: أنا ربكم وربها، ولذا قال: {أنا ربكم الأعلى} [23: 79] {قَالَ سَنُقَتِّلُ} بالتشديد والتخفيف {أَبْنَآءَهُمْ} المولودين {وَنَسْتَحْيِى} نستبقي {نِسَآءَهُمْ} كفعلنا بهم من قبل {وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهرون} قادرون ففعلوا بهم ذلك فشكا بنو إسرائيل.

.تفسير الآية رقم (128):

{قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)}
{قَالَ موسى لِقَوْمِهِ استعينوا بالله واصبروا} على أذاهم {إِنَّ الأرض للَّهِ يُورِثُهَا} يعطيها {مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ والعاقبة} المحمودة {لِّلْمُتَّقِينَ} لله.

.تفسير الآية رقم (129):

{قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)}
{قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عسى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأرض فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} فيها.

.تفسير الآية رقم (130):

{وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130)}
{وَلَقَدْ أَخَذْنَآ ءَالَ فِرْعَوْنَ بالسنين} بالقحط {وَنَقْصٍ مِّن الثمرات لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} يتعظون فيؤمنون.

.تفسير الآية رقم (131):

{فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (131)}
{فَإِذَا جآءَتْهُمُ الحسنة} الخصب والغنى {قَالُواْ لَنَا هذه} أي نستحقها، ولم يشكروا عليها {وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} جدب وبلاء {يَطَّيَّرُواْ} يتشاءموا {بموسى وَمَن مَّعَهُ} من المؤمنين {أَلآ إِنَّمَا طائرهم} شؤمهم {عَندَ الله} يأتيهم به {ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} أنَّ ما يصيبهم من عنده.

.تفسير الآية رقم (132):

{وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132)}
{وَقَالُواْ} لموسى {مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن ءَايَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} فدعا عليهم.

.تفسير الآية رقم (133):

{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133)}
{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطوفان} وهو ماء دخل بيوتهم ووصل إلى حلوق الجالسين سبعة أيام {والجراد} فأكل زرعهم وثمارهم كذلك {والقمل} السوس أو هو نوع من القراد فتتبع ما تركه الجراد {والضفادع} فملأت بيوتهم وطعامهم {والدم} في مياههم {ءايات مُّفَصَّلاَتٍ} مبينات {فاستكبروا} عن الإِيمان بها {وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ}.

.تفسير الآية رقم (134):

{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134)}
{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرجز} العذاب {قَالُواْ ياموسى ادع لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ} من كشف العذاب عنا إن آمنا {لَئِنْ} لام قسم {كَشَفْتَ عَنَّا الرجز لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِى إسراءيل}.

.تفسير الآية رقم (135):

{فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135)}
{فَلَمَّا كَشَفْنَا} بدعاء موسى {عَنْهُمُ الرجز إلى أَجَلٍ هُم بالغوه إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ} ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم.

.تفسير الآية رقم (136):

{فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136)}
{فانتقمنا مِنْهُمْ فأغرقناهم فِي اليم} البحر المالح {بِأَنَّهُمْ} بسبب أنهم {كَذَّبُواْ بئاياتنا وَكَانُواْ عَنْهَا غافلين} لا يتدبرونها.

.تفسير الآية رقم (137):

{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)}
{وَأَوْرَثْنَا القوم الذين كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ} بالاستعباد، وهم بنو إسرائيل {مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فِيهَا} بالماء والشجر صفة للأرض وهي الشام {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الحسنى} وهي قوله: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الذين استضعفوا فِي الأرض} [5: 28] الخ {على بَنِى إسراءيل بِمَا صَبَرُواْ} على أذى عدوّهم {وَدَمَّرْنَا} أهلكنا {مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ} من العمارة {وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ} بكسر الراء وضمها، يرفعون من البنيان.

.تفسير الآية رقم (138):

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138)}
{وجاوزنا} عبرنا {بِبَنِى إسراءيل البحر فَأَتَوْاْ} فمرّوا {على قَوْمٍ يَعْكُفُونَ} بضم الكاف وكسرها {على أَصْنَامٍ لَّهُمْ} يقيمون على عبادتها {قَالُواْ ياموسى اجعل لَّنَآ إلها} صنماً نعبده {كَمَا لَهُمْ ءَالِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} حيث قابلتم نعمة الله عليكم بما قلتموه.

.تفسير الآية رقم (139):

{إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139)}
{إِنَّ هؤلاءآء مُتَبَّرٌ} هالك {مَّا هُمْ فِيهِ وباطل مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.

.تفسير الآية رقم (140):

{قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140)}
{قَالَ أَغَيْرَ الله أَبْغِيكُمْ إلها} معبوداً، وأصله (أبغي لكم) {وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى العالمين} في زمانكم بما ذكره في قوله.

.تفسير الآية رقم (141):

{وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141)}
{وَ} اذكروا {إِذْ أنجيناكم} وفي قراءة {أنجاكم} {مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ} يكلفونكم ويذيقونكم {سُوءَ العذاب} أشَدَّه وهو {يُقَتِّلُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ} يستبقون {نِسآءَكُمْ وَفِى ذلكم} الإِنجاء أوالعذاب {بَلآءٌ} إنعام أو ابتلاء {مِّن رَّبّكُمْ عَظِيمٌ} أفلا تتعظون فتنتهوا عما قلتم؟.

.تفسير الآية رقم (142):

{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142)}
{وواعدنا} بألف ودونها {موسى ثلاثين لَيْلَةً} نكلمه عند انتهائها بأن يصومها، وهي (ذو القعدة) فصامها، فلما تمَّت أنكر خُلُوفَ فمه فاستاك، فأمره الله بعشرة أخرى ليكلِّمه بخلُوف فمه كما قال تعالى: {وأتممناها بِعَشْرٍ} من ذي الحجة {فَتَمَّ ميقات رَبِّهِ} وقت وعده بكلامه إياه {أَرْبَعِينَ} حال {لَيْلَةً} تمييز {وَقَالَ موسى لأَخِيهِ هارون} عند ذهابه إلى الجبل للمناجاة {اخلفنى} كن خليفتي {فِي قَوْمِى وَأَصْلِحْ} أمرهم {وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ المفسدين} بموافقتهم على المعاصي.

.تفسير الآية رقم (143):

{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)}
{وَلَمَّا جَآءَ موسى لميقاتنا} أي للوقت الذي وعدناه للكلام فيه {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} بلا واسطة كلاماً سمعه من كل جهة {قَالَ رَبِّ أَرِنِى} نفسك {أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن ترانى} أي لا تقدر على رؤيتي، والتعبير به دون (لن أُرَى) يفيد إمكان رؤيته تعالى {ولكن انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ} الذي هو أقوى منك {فَإِنِ اسْتَقَرَّ} ثبت {مَكَانَهُ فَسَوْفَ ترانى} أي تثبت لرؤيتي، وإلا فلا طاقة لك {فَلَمَّا تجلى رَبُّهُ} أي ظهر من نوره قدر نصف أنملة الخنصر كما في حديث صححه الحاكم {لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً} بالقصر والمدّ، أي مدكوكاً مستوياً بالأرض {وَخَرَّ موسى صَعِقًا} مغشياً عليه لهول ما رأى {فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سبحانك} تنزيهاً لك {تُبْتُ إِلَيْكَ} من سؤال ما لم أُومَر به {وَأَنَاْ أَوَّلُ المؤمنين} في زماني.